في ظل عاصفة تتجمع: رحيل مزدوج من المحكمة العليا في باكستان يثير التوترات الانتخابية

مع اقتراب البلاد من الانتخابات المقررة في 8 فبراير، يظل ظل عدم اليقين يلوح فوق السلطة القضائية، حيث قام اثنان من قضاة المحكمة العليا بالاستقالة، مما يترك شعورًا ملموسًا بعدم الارتياح قبل الانتخابات الحيوية. يعج الساحة السياسية بالمعارك القانونية، مع عراقيل تعيق بدء حملات كاملة بينما تكافح الكيانات السياسية مع مجموعة من القضايا القضائية، التي تتحدى مؤهلاتهم الفعلية والرموز التي يمكنهم استخدامها في الميدان الانتخابي.

في تطور مقلق للأحداث، أثارت استقالتا القضاة إعجاز الأهسان ومحمد مظهر علي أكبر نقفي مخاوف بشأن توسع الانقسام داخل السلطة القضائية، ملقية بظلال الشك على نزاهة الانتخابات. هؤلاء القضاة، المعروفين بقرارات تُعتبر غير مواتية للشخصية السياسية الثقيلة نواز شريف، المفترض أن يكون الرائد الذي يحظى بدعم من المؤسسة العسكرية، اختاروا ترك مناصبهم، مما يترك الجمهور يتساءل عن الدوافع الكامنة.

غياب سبب معلن لرحيلهما أثار موجة من عدم الارتياح بين الدوائر القانونية. وقد أبدى أنور منصور خان، النائب العام السابق وقاضي المحكمة العليا، أسى للتطورات، معتبرًا ذلك منخرطًا سيئًا للقضاء الباكستاني. وقد أعرب المراقبون عن تخوفات من تطهير منهجي داخل المحكمة العليا، يستهدف على ما يبدو قمع الأصوات القضائية المعارضة.

بينما واجه نقفي اتهامات بسوء السلوك، مع رفض المجلس القضائي الأعلى لجنة التحقيق في الأمر، تثير استقالة الأهسان، التي قبلها الرئيس عارف علوي، تساؤلات حول الورك الدقيق للمناورات السياسية داخل أعلى هرم السلطة القضائية.

نواز شريف، الذي يعد الرائد في الانتخابات القادمة، يواجه مناظر سياسية مضطربة. التدخل المزعوم للجيش القوي أدى إلى تساؤلات من قبل جماعات حقوق الإنسان حول مصداقية العملية الانتخابية، مما يزيد من جو التوتر. يقول زعيم المعارضة عمران خان، الشخصية السياسية الشهيرة التي تم حظرها من المشاركة في الانتخابات بسبب اتهامات بالفساد، إن المؤسسة العسكرية افتكرت تحديات قانونية لعرقلة عودته إلى السلطة.

مع مواجهة الأمة لمجموعة من التحديات، بما في ذلك انخفاضات اقتصادية وأزمات أمنية وتجدد التطرف على إثر التطورات في أفغانستان المجاورة، تظل الانتخابات القادمة نقطة حرجة. رحيل القاضيين الاثنين يضيف طبقة من التعقيد إلى منظر سياسي معقد بالفعل، مما يترك المواطنين في حالة من التوتر وهم يتوقعون مجريات الأحداث في الفترة الزمنية المتبقية حتى الانتخابات.

Print Friendly, PDF & Email
Exit mobile version